رسائل النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الملوك خارج الجزيرة العربية، النّجاشيّ وهِرقل: دراسة تحليلية

Abstract

إن رسالة الإسلام شاملة، فهي تتعدى الحدود الإقليمية، و هي دعوة عالمية إنسانية في مبادئها، ودولية في نظامها، وأحكامها، مستمدة كل ذلك من الدستور الإلهي القرآن الكريم الذي جاء كاملا وشاملا لجميع الأحكام والأزمنة. بُعِث النّبيّ صلى الله عليه وسلم في وسط بيئة جاهلية، كانت الوثنية الخالصة تغطي جوانب منها، في حين تسود اليهودية والمسيحية المحرَّفتان في أماكن أخرى. وقد كانت مهمة النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى التوحيد، والسعي إلى تخليص البشرية من الوثنية والشرك. سلك النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته أساليب متعددة، ومرت دعوته بمراحل مختلفة، وعاش المسلمون وسط أقوام من المشركين واليهود والنصارى، وكان لابد لهم من التعامل مع تلك البيئة. ولما قامت الدولة الإسلامية في المدينة كان لا بد لها من التعامل مع الكيانات السياسية والدينية المحيطة بها. وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يحيط بما يجري حوله في الدّول المجاورة، ويعرف أخبارها، على الرُّغم من ضعف وسائل الاتصال حينذاك، وبالتّالي دعاها إلى الإسلام. وتتمثل أهم أهداف هذه المقالة : كشف أهداف وتحليل مذكرات النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والزعماء خارج الجزيرة العربية. وقد أظهرت عدة نتائج أهمها: إن مراسلات النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والزعماء خارج الجزيرة العربية أظْهرتْ مقاصد الملوك وسياستهم إزاء نبيّ الله صلى الله عليه وسلم من جهة وتجاه الدين الحنيف الذي يدعو إليه من جهة أخرى. اعتمدت المقالة في طرح هذا الموضوع على المنهج الوصفي التحليلي الذي يعين الطريقة المنظمة لدراسة حقائق راهنة، متعلقة بظاهرة، أو أوضاع معيّنة بهدف اكتشاف حقيقة جديدة.