ضوابط استشكال الأحاديث النبوية بالنظر العقلي المجرَّد

Abstract

يلقي هذا البحث الضوء على قضية من القضايا المنهجية في التعامل مع علم "مشكل

الحديث"، وهي قضية استشكال الأحاديث النبوية بالنظر العقلي المجرد، وذلك من خلال بيان

مكانة النظر العقلي في الإسلام، وضوابط استشكال الأحاديث النبوية الشريفة بناء على هذا

النظر. فقد ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الانتقادات للأحاديث النبوية، وكان منطلق كثير

من هذه الانتقادات النظر العقلي غير المنضبط، وقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي

المعاصرة على سرعة انتشار مثل هذه الانتقادات، الأمر الذي أدى إلى تأثر بعض أبناء

المسلمين بها، والتشكيك بكثير من الأحاديث النبوية الشريفة. وقد اعتمد البحث في

استخراج ضوابط استشكال الحديث بالنظر العقلي المجرد على المنهج الاستقرائي التحليلي

لأقوال العلماء في هذه المسألة. وتتلخص تلك الضوابط في التفريق بين القواعد العقلية القطعية

وبين الأحكام العقلية الظنية؛ والتسليم بعدم وجود تعارض بين النقل الصحيح والعقل

الصريح؛ والتفريق بين المسائل والقضايا التي يحكم العقل باستحالتها، وتلك التي يعجز العقل

عن معرفتها وإدراكها؛ والتفريق بين ما يخضع لمقاييس العقل وموازينه، وبين ما لا مجال للعقل

للخوض فيه من الأحاديث.