Published 2021-01-01
How to Cite
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
Copyright NoticeAbstract
إ ّن الحسبةَ من الموضوعات التي اعتنى بها العلماء قديمًا وحديثًا، لارتباطها بحياة النّاس الدينيّة والدنيويّة، وتتمثّل في الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه، والنّهي عن المنكر إذا أُظهر فِعلُه، – كما عّرفها الماوردي- والحسبة بهذا المفهوم، تدخل في جميع جوانب الحياة العمليّة، من أجل حماية المجتمع من سلبيّات المعاملات، والانحرافات السلوكيّة، ويظهر دور الحسبة في كونها مبدأً إسلاميًّا بها تستقيم الحياة البشرية؛ اجتماعيًّا واقتصادًّيًّ ودينيًّا، الأمر الذي به تتحّقق التنمية المستدامة في المجتمع، ويتمتّع ك ُّل فرد من أفراد المجتمع بالأمن من الخوف والجوع، وبالحسبة ينتشر الإصلاح والصلاح، وتسود المحبّة والتّناصح والتّعاون والتّناصر بين أفراد المجتمع، وبالتالي يسود العدل ويعلو الحق، ويضمح ّل الفساد والظلم في المجتمع. وهذا البحث يهدف إلى إبراز دور الحسبة في التّنمية المستدامة وذلك اعتماًدا على المنهج الوصفي والتحليلي، بتتبّع دور الحسبة عبر تاريخ الإسلام إلى يومنا هذا من مصادرها القديمة والحديثة، ترغيبًا للمجتمعات الإسلاميّة في العودة إلى إحياء نظام الحسبة بآليات حديثة تتلاءم مع حياتنا المعاصرة ولا تتعارض مع مبادئ الشريعة ومقاصدها. وقد خلص البحث إلى أ ّن الحسبة مسؤولية رقابيّة مشتركة بين الدولة وجميع أفراد المجتمع قصَد الحفاظ على مكتسبات الّدولة والمجتمع دينيًّا،
وأخلاقيًّا، واقتصادًّيًّ، وأَْمنِيًّا.