Vol. 1 (2022): Al-Shafi'i: Vol 1, January - June 2022
Articles

فضائلُ غزَّة مَسْقِط رأسِ الإمامِ الشَّافعيِّ

Published 2022-06-28

How to Cite

مصطفى محمد رزق السواحلي. (2022). فضائلُ غزَّة مَسْقِط رأسِ الإمامِ الشَّافعيِّ. Al-Shafi’i | International Journal of Islamic Contemporary Studies, 1, 30–57. Retrieved from https://unissa.edu.bn/journal/index.php/al-shafii/article/view/465

Abstract

تُعَدُّ غزَّة من أكثرِ بقاعِ الأرضِ التي حازتْ من التغطيةِ الإعلاميَّةِ مُواليةً أو مُعاديةً ما لم تَحُزْهُ بقعةٌ سِواها؛ لأنَّ شعبَها المجاهِدَ يعيشُ في أكبر سجنٍسسس مفتوحٍ على وجه الأرض، ويُناضلُ من أجلِ حياةٍ حرَّةٍ كريمةٍ في مواجهةِ أخبثِ وأقسى احتلالٍ عرفتْهُ البشريَّةُ. وتهدفُ هذه الدراسةُ إلى إحصاءِ وتصنيفِ فضائل "غزَّة" كما سُطِّرتْ في كتبِ التراث العربيِّ على اختلاف مجالاتها؛ تبيانًا لمكانة هذه البقعةِ العزيزةِ من ديار الإسلام، وتعزيزًا لمكانتها الحضاريَّة، ودعمًا لصمودِ أهلها في مواجهةِ العدوانِ. وذلك من خلال المنهجِ منوصفيِّ التَّحليليِّ، حيث صُنِّفَتْ تلك الفضائلُ إلى خمسةِ محاور، هي: كونها بضعةً من الأرض المقدَّسة، وعراقة تاريخها، وأهميَّة موقعها الاستراتيخيّ قديمًا وحديثًا، وثراء الدَّلالاتِ الإيحائيَّةِ لاسمها، وكونها موطنًا لكثيرٍ من الأماجد على مرِّ التاريخ. وقد انتهى البحثُ إلى جملة من النتائج أهمُّها: من أعظم مفاخر أنَّها جزءٌ منأرض الشَّام، اهي الأرض المقدَّسة التي بارك اللّه فيها بنصوصِ القرآنِ والسُّنَّةِ. تُعَدُّ غزَّة من أقدم بقاعِ الأرض؛ حيث بلغ كثيرٌ من المؤرِّخين بتاريخها إلى عام 4000 قبل الميلاد، وقد تعاقبَ عليها خلالَ هذا التاريخِ الطَّويلِ عشراتُ الشُّعوبِ والأُمَمِ. تتمتَّعُ غزَّة بموقعٍ استراتيجيٍّ فريدٍ، لأنَّها حَلْقَةُ  تاوَصْل بين قارتي آسيا وأفريقيا, وهي على الطريق التجاريّ الرئيس الذي يربط اليمن والجزيرة العربية بالشام، كما أنَّها كانت دائمًا مر كزًا مُهِمَّا من مراكز البريد. كانت التجارةُ في غزَّة سببُا مباشرًا في ثراءِ كثيرٍ من العرب قبل الإسلام، وعلى رأسهم هاشمُ بن عبد مناف جدُّ الرَّسولِ ﷺ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه. يرفضُ الباحثُ جُلَّ الاجتهاداتِ التفسيريَّةِ لاسم غزَّة على ثراء دلالاتها؛ لأنَّها لا تستندُ إلى دليلٍ علميٍّ موثَّقٍ. أنجبتْ غزَّة على مرِّ التاريخ الآلاف من الزعماءِ والعُلماءِ والأدباءِ وغيرهم من الفُضلاءِ، منذ ابتداءِ التاريخِ الإسلاميِّ حتى يومنا هذا. من أعظم مفاخر غزَّة انتسابها إلى هاشم بن عبد مناف، فهو قيمةٌ وقامةٌ إنسانيَّةٌ كبرى. ويؤيِّدُ الباحثُ ما ذهب إليه جمهور المؤرِّخين من أنَّ غزَّة هي مسقط رأس الإمام الشافعيّ، وفي الوقت نفسه يقرِّر أنَّ غزَّة لم تؤثِّر فيه فكريًّا ولا ثقافيًّا، وإنَّما بيئةُ الحجازِ هي الأولى به ثقافيًّا.