أصول النحو السماعية وأثرها في توجيه القراءات السبع دراسة لنماذج من كتابَيْ الحجة للفارسي والكشف لمكي: PRINCIPLES OF AUDITORY GRAMMAR AND ITS IMPACT ON GUIDING THE SEVEN QIRA’AT

Abstract

إن علم توجيه القراءات القرآنية علمٌ له أصوله التي يعتمد عليها موجهو القراءات القرآنية؛ إذ ليست القراءات في مجال الدراية علمًا منبَتَّ الصلة من غيره من علوم القرآن، وعلوم اللغة العربية أصواتها، وصرفها، ونحوها، ودلالاتها، ومعجمها. تظهر أهمية البحث في أنَّ كتابي الكشف والحجة من الكتب القيِّمة في توجيه القراءات السبع، وأنهما قد شملا سور القرآن الكريم كله، وأن أبا علي الفارسي ومكيًّا علمان من أعلام القراءات واللغة العربية، ولهما أثرهما البارز في القراءات واللغة العربية. وتتجلى مشكلة البحث في إبراز علاقة توجيه القراءات السبع لدى أبي علي الفارسي ومكي في كتابيهما الحجة والكشف بأصول النحو السماعية؛ ولذا فإن أسئلة البحث تتضح في السؤالين الآتيين: ما أصول النحو السماعية التي اعتمد عليها أبو علي الفارسي ومكي في كتابيهما الحجة والكشف؟ وما أثرها في توجيه القراءات السبع؟.ويسعي البحث إلى تبيين مكانة أبي علي الفارسي ومكي بن أبي طالب في توجيههما للقراءات السبع، وتفصيل أصول النحو السماعية التي اتخذاها أسسًا في توجيههما للقراءات السبع، والكشف عن أثر أصول النحو السماعية في توجيه القراءات السبع من خلال كتابيهما. وينتهج البحث المنهجين الوصفي والتحليلي في وصف أصول النحو السماعية، وتحليل أثرها في توجيه القراءات السبع، ومن نتائج البحث: أن أبا علي ومكيا قد أفادا من أصول النحو السماعية، غير أن أبا علي كانت إفادته منها أكثر؛ وقد تمثل ذلك في ذكره لكثير من الآيات القرآنية، وعنايته بالأحاديث النبوية من حيث ذكر سندها، والحكم على بعضها، واستشهاده بكثير من الشواهد الشعرية، وعزوها لقائليها، وشرحه لأمثال العرب التي استشهد بها. وتطابقت كثير من الشواهد القرآنية التي استشهد بها مكي مع شواهد أبي علي، وأما الشواهد الحديثية فإنه يذكر طرفًا منها دون ذكر أسنادها. والشواهد الشعرية عنده قليلة؛ فهي لا تتجاوز خمسة عشر شاهدًا. وأما الأمثال فلم يذكر منها شيئًا.