Published 2021-11-30
How to Cite
Copyright (c) 2022 JALL
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
Copyright NoticeAbstract
لا شكَّ أنَّ الموت حقيقةٌ مطلقةٌ لا يختلف في التسليم بها اثنان؛ لأنَّه سيفٌ مسلطٌ على رقاب العباد على اختلاف معتقداتهم؛ وإنَّما الاختلاف في الإيمان بالحياة بعد الموت بكلِّ مراحلها وتفاصيلها. وهو كذلك حقيقةٌ مؤلمةٌ تملأ النفس بألم الفراق، وتُنطِقُ أفواهَ الأحياء بكلمات النَّدب والرِّثاء والتَّعزية والتَّأبين على اختلافاتٍ دقيقةٍ بينها، لكنَّ بعض القبور نُقِشَتْ عليها كلماتٌ متعِّددة الرُّؤَى والاتجاهات، فقد تكون حكمةً خالدةً عن حقيقة الموت، أو بيانًا لهويَّة صاحب القبر، أو ذكرًا لبعض مآثره وصفاته الحميدة، نهيك عن الاستعانة بالآيات القرآنيَّة والأحاديث النبويَّة والأدعية والأذكار. ويهدف هذا البحث إلى رصد الآثار الشعريَّة العربيَّة التي سُجِّلتْ على بعض القبور في أرخبيل الملايو، سواءً باللغة العربيَّة، أو باللغة الملايويَّة لكنْ بالكتابة الجاويَّة المعتمدة على الحروف العربيَّة، وهي آثار ماديَّة موثَّقة نرجو أن يكون لا أثرٌكبيرٌ في تحديد أو تقريب تاريخ وصول الشِّعر العربيّ إلى أرخبيل الملايو، فضلًا عن الإسهام في تقريب تاريخ دخول الإسلام واللغة العربيَّة في المنطقة. ويعتمد هذا البحث على الدراسة الميدانيّة لعدد من شواهد القبور في كلٍّ من: ماليزيا وإندونيسيا وبروناي دار السلام، وذلك من خلال زيارة المعالم الأثريَّة التي اقترحها علماء الآثار مثل: السيد عثمان محمد يتيم من ماليزيا، والسيد تقي الدين محمد من آتشيه بإندونيسيا، والسيد أوانج الحاج محمد بن سالم من برونًي، ثم دراسة تلك الشَّواهد من خلال المنهج الوصفي التحليليّ، وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج أهمها: أنَّ الأشعار العربيَّة قداندمجتْ في المجتمع المحليِّ منذ زمن بعيد، وإنْ غاب هذا الأمرعن كثيرٍ من الملايويين، وأنَّها دليل على أنَّ اللغة العربيَّة قد وجدتْ لها مكانًا في تلك البيئة منذ وقت مبكرٍ جًّدا، ولعلَّ التحليل المعمليّ لهذه الشَّواهد يستطيع أن يحدِّدَ تاريخها بدقَّة تاَّمة، كما أنَّها علامة ماديَّة موثَّقة على عمق وقوَّة العلاقة بين العرب والملايو في مجال الأدب، ناهيك عن القيمة الحضاريَّة لتلك الشَّواهد بوصفها علامةً على تطور الخطِّ العربيّ وفنون الزخرفة الإسلاميَّة بالمنطقة.
الكلمات المفتاحيّة: الشِّعر العربي – أرخبيل الملايو – شواهد القبور